تعلم حب الرياضيات

‏ليست هناك مادة دراسية تثير استياء الطلاب اكثر من مادة الرياضيات .  فهي عادة ما تكون في آخر قائمة المواد المفضلة .  ‏ومع الثورة المعلوماتية التي قدمها لنا العالم اليوم  ، والتطور المتزايد في المعلومات من المصادر المختلفة ، إلا أنها لم تأصل علميا أو يتم التحقق منها .  لذا ‏فإن القدرة على اتخاذ قرارات علمية تستند على هذه المعلومات هي بحاجة إلى تفكير رياضي  و ملاحظات علمية و إستنتاجات دقيقة . ( جودي ويليس ، 1435 هـ ) .

في هذا المقال سوف أحاول سحب دفة الرياضيات لتكون في طليعة المواد الدراسية المفضلة من واقع تجربتي في تدريسها . 

* ‏الركيزة الأولى لتحقيق النجاح في مادة الرياضيات هي اتخاذ موقف إيجابي تجاه الرياضيات . في محاولة مني لاستصال المفاهيم المغلوطة ‏ ‏والخرافات التي قد تعطيهم موقف سلبي  قبل البدء في تعلم الرياضيات . ‏فمن هذه الاعتقادات : يجب أن اكون شديد الذكاء حتى اصبح جيدا في الرياضيات . وكذلك  ” الأغلب ضعيف في الرياضيات ولا ضير في ذلك  ” . و أخيراً ” ” لا يستخدم الرياضيات الا في مهن محددة” .

خبر عاجل ..

وفي محاولة مني  لإيضاح بطلان التصور الأخير ، أقوم في أول حصة دراسية في العام الدراسي بالكتابة على السبورة ( خبر عاجل :  تم إلغاء الرياضيات من حياتنا اليومية ! )   و‏ باستراتيجية العصف الذهني  ‏يحاول الطلاب معرفة ما الذي سيترتب على ذلك . وإذا تنهال عليّ العديد من الإجابات الغير متوقعة في التغيرات التي ستطرأ نتيجة إلغاء الرياضيات من حياتنا و التي بدورها كفيلة في إقناع الطالب أن الرياضيات مطلب بن ملحٌ في حياتنا.

‏* تمر على الطالب العديد من الخبرات أثناء تدريسه مادة الرياضيات . إلا أنه قد لا يعي ما يقدم له ، لعدم وجود ارتباطات بين أهداف الدروس في الوحدة  الدراسية . وأرجى ذلك إلى تغييب المعلم أهداف الدرس . فلذا من الواجب على المعلم أن يوضح الهدف الذي سينجزه الطالب بعد مروره بهذه الخبرة . 

أنا مهيأ .. 

* ‏ ‏إن طلابنا لا يشكون من قصور في استيعاب ما يقدم لهم في تدريس الرياضيات . ولكن القصور في المهارات الأساسية المفقودة . و التي تكون عقبة لإتمام المهمة المطلوبة من الطالب .‏ لذا كان من الضروري إعادة بناء المهارات الأساسية المفقودة من خلال استراتيجيات الرياضيات الخالية من الأخطاء ومن هذا المنطلق تبنيت مشروع  ” أنا مهيأ “.

فكرة المشروع هي حزمة من البرامج التي تقدم خلال الفصل الدراسي من أجل بناء المهارات الأساسية ، وسد الفجوة بين النظرية والتطبيق ،  تبدأ باختبار تحديد المستوى ثم برنامج المهارات الأساسية في الرياضيات لمدة أسبوع . أتناول خلالها العمليات الأربع و مجموعات الأعداد و الأشكال الهندسية . 

* إن الطالب دائما ما يكون سريع التعلم لما يلامس إهتمامه وميوله .  فلابد أثناء تدريس الرياضيات التركيز على نقاط القوة لدى الطلاب واخذ اهتماماتهم في الحسبان . 

متجر الرياضيات 

يحتوي منهج مادة الرياضيات للصف الأول المتوسط ، وحدة دراسية تتحدث عن النسبة المئوية ، غالباً ما تدرس بشكل مجرد دون الوقوف على الجانب التطبيقي .  وفي محاولة مني قمت بإعداد ” متجر الرياضيات ” في قاعة مصادر المعلومات و يحتوى المتجر على ما يقارب 30 سلعة ، وضعت عليها أسعارها الأصلية و بجوارها بطاقة خصم و بطاقة زيادة ، كتبت نسبة الزيادة و النقص  . و يكون دور الطالب التسوق داخل المتجر بآخذ السلعة والبحث عن مقدار الخصم أو الزيادة وكم أصبح سعر السلعة بعد ذلك .

نستخلص مما سبق  حتى يكون الرياضيات في أوائل قائمة المواد الدراسية المفضلة ، لابد أن يزود الطالب بالمهارات الأساسية حتى ينطلق ليبدع في إنجاز المهام . و أن يكون تدريس الرياضيات يلامس اهتمام الطالب وميوله ، و الدور الفاعل للطالب في عرض و تطبيق هذه المهارات على واقع الحياة . ومعرفته بنهايات الأمور عند معرفته لاهداف الوحدة . بذلك أضمن أن ينتقل الطالب إلى النظرة الإيجابية تجاه الرياضيات .

أضف تعليق